بلغت أسعار النفط الأربعاء مستويات قياسية لم تسجل منذ نحو عقد من الزمن فيما سجل السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي أعلى سعر له (194,715 يورو للميغاوات ساعي) بسبب الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ سبعة أيام. فيما لا تزال المخاوف إزاء نقص الإمدادات تؤثر على الأسعار في الأسواق العالمية إذ تعتبر روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.
لا تزال أسواق النفط تتأثر بالحرب في أوكرانيا التي تدخل يومها السابع وسط مخاوف إزاء نقص الإمدادات خاصة وأن روسيا تعد منتجا ومصدرا رئيسيا للغاز.
وبلغت أسعار النفط الأربعاء مستويات لم تسجل منذ حوالي عقد فيما سجل السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي أعلى سعر له.
وارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، حوالي الساعة 8,30 ت غ، بنسبة 6,66% ليبلغ 110,30 دولارا بعدما كان وصل إلى 111,50 دولارا، وهو مستوى قياسي منذ 2013.
من جهته ارتفع برميل نفط برنت بنسبة 6,16% ليصل إلى 111,44 دولارا للبرميل بعدما كان بلغ 113,02 دولارا، في أعلى مستوى له منذ 2014.
كذلك، ارتفع السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي “تي تي إف” الأربعاء إلى 194,715 يورو للميغاوات ساعي، وهو مستوى قياسي مدفوع بالحرب في أوكرانيا، إذ تعتبر روسيا منتجا ومصدرا رئيسيا للغاز.
ووصل سعر الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل إلى 463,83 بنسا لكل وحدة حرارية، وهو مستوى قريب جدا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجّلها في كانون الأول/ديسمبر الماضي عند 470,83 بنسا.
ودفع الاجتياح الروسي لأوكرانيا بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات شديدة على موسكو ما أثار المخاوف من توقف صادرات النفط الروسي.
وقال أندي مكورميك المحلل لدى “تي رو.برايس”، “تبقى مشكلات سلسلة التوريد والضغوط التضخمية مصدر القلق الأول للكثير من المستثمرين حول العالم”.
من جهته قال ستيفن برينوك من “بي فيأام إنرجي” “لا تزال الأحداث المتعلقة بالنزاع بين روسيا وأوكرانيا تطغى على أجواء السوق. وتحديدا القلق حول العرض يبقى في صلب القلق”.
احتياطي طوارئ
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الثلاثاء أن دولها الأعضاء سيفرجون عن 60 مليون برميل نفط من احتياطي الطوارئ حفاظا على استقرار السوق عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويهدف القرار الصادر عن لجنة حكام الوكالة المكونة من 31 دولة عضو، إلى “توجيه رسالة موحدة وقوية لأسواق النفط العالمية مفادها أنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات” بسبب النزاع الأوكراني، حسبما جاء في بيان.
ومن هذا الإجمالي ستفرج الولايات المتحدة عن 30 مليونا كما أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ولفت برينوك إلى أن هذه الإعلانات لم تترك الأثر المرجو لأن أسعار النفط واصلت ارتفاعها.
يأتي النزاع الروسي-الأوكراني في وقت ترتفع فيه أسعار النفط بقوة أساسا بسبب عدم كفاية العرض والانتعاش القوي للطلب في العالم الناجم عن رفع الكثير من الدول القيود الصحية المفروضة لمكافحة الوباء.
ويعقد اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها ضمن أوبك بلاس الأربعاء بمشاركة روسيا.
ورغم ارتفاع الأسعار، يراهن المحللون على تمديد العمل بالاستراتيجية الحذرة للكارتل المؤلف من 13 من أعضاء أوبك بقيادة الرياض وحلفائهم العشرة بقيادة موسكو.
وأكد برينوك أن السوق تشكك في قدرة الكارتل على “تطبيق وعودها نظرا لسجلها الأخير بعدم بلوغ أهدافها للإنتاج”.